حرب لاستنزاف التي دارت مابين مصر واسرائيل في نهاية الستينات وبداية السبعينيات كشفت اسرائيل عن طريق جريدة "يديعوت احرونوت" ولأول مرة وتائق سرية لهده المرحلة اي حرب لاستنزاف وكدلك خطط واستراتيجية الجيش لاسرائيلي للرد على المصريين الدي اطلقو نار بكتافة سنة 1969 ,حيت كانت خطط الجيش لاسرائيلي تقضي بضرب وتدمير دفاعات الجيش المصري وقصف مواقعه قرب القاهرة وقصف مدن الدلتا والقناة لاحباط عملية عبور الجيش المصري وتتحدت هد الوتائق ايضا ولأول مرة، أوضحت أن القيادة الإسرائيلية لم تأخذ فى الاعتبار خطر "الدب الروسى" وسلاحه الذى قلب الموازين لصالح الجيش المصرى فيما بعد.الخوف من القوات المسلحة المصرية وترقب عبورها لقناة السويس والوصول لعمق سيناء جعلت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تخطط بكل الوسائل لإفشال أى خطة مصرية تهدف لعبور القناة،
ولكنها لم تكن تعرف كيفية التعامل مع موسكو، على اعتبارها من أبرز مصدرى الأسلحة وبطاريات الصواريخ لمصر وبعض دول الشرق الأوسط.وقالت إحدى الوثائق، إن المخابرات الإسرائيلية حصلت على معلومات تفيد بأن هناك تعاوناً غير معلن بين القاهرة وموسكو، مما جعل رئيسة الوزراء الإسرائيلية فى تلك الفترة "جولدا مائير" تعقد اجتماعاً طارئاً بوزراء حكومتها وكبار قادة الجيش خلال حرب الاستنزاف، لبحث كيفية منع "الدب الروسى" من بيع السلاح للجيش المصرى.وكان فى يوم الـ8 من مارس عام 1969، قامت مصر بفتح نيرانها المكثفة باتجاه القواعد العسكرية الإسرائيلية المتمركزة فى عمق سيناء، وعلى الضفة الغربية لقناة السويس.
وأوضحت إحدى الوثائق تحت عنوان "الحرب المنسية"، أن المصريين أطلقوا حوالى 40000 قذيفة فى هذا اليوم، حيث كان قصفاً لم تشهده إسرائيل من قبل منذ احتلالها سيناء فى الـ5 من يونيو عام 1967 وذلك على طول 120 كيلومتراً لقناة السويس.
وأضافت الوثيقة أنه منذ هذا اليوم وطوال 17 شهراً واصلت عمليات المصريين على طول القناة، وكذلك طالت الهجمات الإسرائيليين المقيمين على طول الحدود فى منطقة "كريات شموناه" وحتى إيلات بصواريخ "الكاتيوشا" الروسية، موضحة أن 721 إسرائيلياً قتلوا خلال تلك المعارك.وكانت هذه الحرب التى أطلقت عليها الوثيقة الإسرائيلية "الحرب المنسية" جزءاً من استراتيجية الزعيم المصرى الراحل "جمال عبد الناصر"، والتى شملت 3 مراحل هى: الدفاع بصورة مستمرة لمقاومة أى مبادرة عسكرية إسرائيلية هجومية واتخاذ إجراءات استباقية ضدها والردع كخطوة هجوم قوية ضد إسرائيل لردع الأعمال الإسرائيلية، وذلك تمهيداً للمرحلة النهائية، وهى اقتحام القناة واسترداد سيناء
ونشرت يديعوت مقتطفات من كتاب "خط المياه ورجال الإطفاء" للباحث الإسرائيلى العقيد احتياط "أبراهام زوهار" الذى عرض فيه تاريخ حروب الجيش الإسرائيلى حيث قال فيه، إن المناقشات الإسرائيلية التى دارت حول الأحداث الرئيسية لحرب الاستنزاف تطابقت بما جاء فى كتاب "حروب إسرائيل" الصادر عن معهد بحوث الدراسات الاستراتيجية الإسرائيلى، والذى يكشف عن محاضر اجتماعات مجلس الوزراء الإسرائيلى ومنتدى هيئة الأركان العامة خلال حرب الاستنزاف التى جاء فيها تصميم الإسرائيليين على عمل هجومى ضد القاهرة يشل القوات المسلحة المصرية ويمنعاه من التخطيط لأى عملية عسكرية ضد إسرائيل لاسترداد شبه جزيرة سيناء.
وأوضحت وثيقة أخرى أن مصر كانت مصدر قلق كبير أمام أعين صناع القرار فى إسرائيل، وبالتالى عقدت جلسة طارئة فى 25 ديسمبر 1969 كان الغرض الرئيسى منها منع الحرب إذا فشلت تل أبيب فى تحقيق الهدوء على القناة، وذلك من خلال تعميق وتوسيع نطاق العمليات الجوية الإسرائيلية على أهداف عسكرية بالعمق المصرى، وقال رئيس الأركان الإسرائيلى "حاييم بارليف" خلال الاجتماع، "إذا نجحنا فى جلب الحرب داخل العمق المصرى سيولد شعور لدى عامة الناس فى مصر بالخوف وعدم خوض أى معركة ضد إسرائيل"، لكن الوثيقة أكدت أن إسرائيل لم تفهم فى ذلك الوقت أن قصف عمق مصر سيحفز الدب الروسى ضدها.
وفى يوم الـ7 من يناير عام 1970 نفذت تل أبيب الخطة التى وضعها بارليف بضرب العمق المصرى، حيث نفذت طائرات مقاتلة من طراز "فانتوم" عدة عمليات حربية فى عدد من المناطق العسكرية والمدنية بالقرب من القاهرة، وفى عدة مناطق بمدن الدلتا والقناة، وكان من أبرز تلك العمليات الجوية ضرب قاعدة عسكرية فى جنوب القاهرة بمنطقة "وادى حوف" بحلوان كانت تعد من أهم مناطق تخزين الصواريخ، ومناطق تدريب جوية بمدينة "أنشاص" شمال شرق العاصمة المصرية، وكانت تعد أيضا تلك المنطقة مقراً للقوات الخاصة، بالإضافة لضرب معسكر بمنطقة "التل الكبير" بالإسماعيلية شرق الدلتا.
وأضافت الوثيقة أن عمليات القوة العسكرية الإسرائيلية تواصلت بلا هوادة بشكل ملحوظ حتى يوم 12 فبراير، حيث قامت طائرة "فانتوم" بقصف مخيم لعمال مدنيين بطريقة خاطئة، بسبب فشل أجهزة الملاحة بالطائرة، مما أدى لمقتل 70 عاملاً ووقوع عشرات الجرحى المدنيين. وأشارت إحدى الوثائق إلى أن تقديرات جولدا مائير وتقييمات السلطات الأمريكية من التورط السوفياتى فى النزاع بين مصر وإسرائيل كانت تقديرات خاطئة، حيث أوضح الأمريكيون أنه لا نستطيع أن نؤكد بالضبط دخول "الدب الكبير" فى المعادلة العسكرية.
ولم تتردد جولدا مائير فى التعبير عن مخاوفها من مشاركة السلاح الروسى فى القتال، أو أنها سوف ترسل طيارين لتدريب المصريين، قائلة: "أنا لا أخجل أن أقول إننى أخشى من الروس".
وكان هناك احتمال إسرائيلى من استجابة السوفيت لتقديم مساعدات عسكرية لمصر لمواجهة القصف الإسرائيلى الكبير، حيث تم اختباره مرارا وتكرارا خلال المناقشات التى جرت فى هيئة الأركان العامة والحكومة الإسرائيلية موافقة الاتحاد السوفيتى إمداد مصر بصواريخ لمواجهة قنابل العمق الإسرائيلية، وفى الوقت الذى كانت تقيم فيه كل من إسرائيل والولايات المتحدة الموقف بموسكو، حدث فى الـ5 من يناير 1970 جدل حاد فى هيئة الأركان العامة، بعد أن أكد جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلى أن الروس سيمدون مصر بصواريخ "أرض – جو" المتطورة من طراز "سام 3".
وكان السؤال الهام الذى تداول بين القادرة الإسرائيليين هو هل سيمد الروس تلك الصواريخ المتطورة لمصر؟، وفى جلسة استماع بمقر قيادة الجيش الإسرائيلى بتل أبيب فى مطلع شهر فبراير 1970 قدم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية فى هيئة الأركان العامة إنذاراً سوفيتياً إلى إسرائيل جاء فيه "سيكون من حق الدول العربية امتلاك وسيلة تمكنهم من صد الاعتداءات الإسرائيلية المتعجرفة ضد المدنيين بشكل صحيح"، وأضح رئيس هيئة المخابرات الإسرائيلية أن هذا الأمر بحثه عبد الناصر خلال زيارته لموسكو، مضيفا أنه لا يمكن القول بالضبط ما إذا كان الروس سيوافقون على طلب عبد الناصر.
كان ليل 8 أغسطس 1970 درامياً للغاية، وكان هذا اليوم قبل يوم من وقف إطلاق النار على الجانبين، وسرعان ما اتضح أن هدف مصر من الموافقة على وقف إطلاق النار هو التمويه لتعزيز نشر بطاريات الصواريخ الروسية على طول القناة على مسافة 50 كيلومتراً من القناة
.وأكدت الوثائق المصرية أن وقف إطلاق النار من جانب مصر جاء فى سياق غش المصريين للإسرائيليين لاستئناف الحرب فيما تحت رعاية مظلة الصواريخ الروسية التى بدأ تدشينها فى 10 أغسطس 1970، وقالت هيئة الأركان العامة الإسرائيلية ورئيس جهاز الاستخبارات العسكرية، "إن الصور الفوتوغرافية التى التقطتها أمريكا عبر أقمارها الصناعية، أوضحت بأن مجموعة كبيرة من الصواريخ دشنها المصريون فى الأمام، وبلغت من 16 إلى 18 بطارية تحت قيادة وإشراف روسى كامل".
وأضاف رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية: "يبدو أن الأمر كان مخططاً له قبل وقت كاف للاستفادة من الوضع الهادئ بعد اتفاق وقف إطلاق النار". وأوضحت إحدى الوثائق أيضا أن مصر كان لديها فى وقت حرب السادس من أكتوبر عام 1973 مجموعة من كتائب صواريخ الدفاع الجوى وصل عددها لحوالى 87 كتيبة منها 62 كتيبة صواريخ "سام 2" و25 كتيبة "سام 3".
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق