الجمعة، 29 يناير 2010

ا ستبداد لأتراك على الخلفاء العباسيين


ا ستبداد لأتراك على الخلفاء العباسيين
خصص صاعد لأندلسي في كتابه "طبقات الأمم " وابن خلدون في "المقدمة" وصفا دقيقا للمقومات السلوكية والبدنية للأتراك 


خصص صاعد لأندلسي في كتابه "طبقات الأمم " وابن خلدون في "المقدمة" وصفا دقيقا للمقومات السلوكية والبدنية للأتراك واتفقا على القول اٍن لأتراك شعب مجبول على البداوة بما تنطوي عيه من فروسية وحب للجندية وشدة بأس وقوة شكيمة وبناء جسدي متين وتعصب شديد للرؤساء اٍنهم أشعبو ا نهمهم وأطماعهم ولبوا رغبتهم في حب المال و اٍلاتركوهم وانضمو اٍلى غيرهم وشعب هدا شأنه يصير أداة مطواعة في يد الحكام لأقوياء لكن سرعان ما ينقلب عليهم في فترات ضعفها وهكدا كان لأتراك سيف للخلافة العباسية في عهد قوتها تم تحولوا في فترة ضعفها اٍلى قوة معادية لها ساهمت اٍلى أبعد الحدود في اٍضعاف مؤسسة الخلافة وقدر لهم أن يلعبوا دور بارزا في الحياة السياسية في العصر العباسي التاني ..

ابتدأ استبداد الأتراك على الخلفاء على عهد الواتق وتسمى أشناس أحد قادتهم بالسلطان لأول مرة في تاريخ لاٍسلام وطمع غيره من قواد الترك في مناصب مماثلة وغلبوا على بلاط دار الخلافة في سامرا وأنابوا عنهم وكلاء في لأمصار فصاروا أهل الحل والعقد بها يعينون الخلفاء ويعزلونهم مشينتهم .

ولما لم يعهد الواتق بالخلافة لاحد استغل قواد لأتراك الفرصة وبايعو جعفر بن المعتصم لأن أمه كانت تركية .عوضا عن محمد بن الواتق ولي العهد الأول وفرضوا الوصايا على الخليفة الجديد الدي تلقب بالمتوكل والواقع أن المتوكل سمح للأتراك بممارسات صلاحيات واسعة وأوعز اٍلى قائده ايتاخ التركي اغتيال وزيره محمد بن عبد الملك الزيات ثم ما لبت أن تجرع هو من نفس الكأس التي سقاها لوزيره فكان مصيره القتل أيضا على يد القائد باغر التركي .

ساد المدهب السني في عهد المتوكل على حساب مدهب المعتزلة الدي كان سائدا مند عهد المأمون وانتهج المتوكل سياسة عنيفة تجاه العلويين وامتهن أهل الدمة وأدلهم باٍيعاز من الفقهاء السنة ولقيت سياسته قبول كافة المسلمين بوجه عام فحاول ااستغلال هدا الشعور بالرضى من قبل الرعية للتخلص من لأتراك وقع الشقاق بين قادتهم وعقد العهد لاٍبنائه الثلاتة : المنتصر والمعتز والمؤيد قسم امبراطوريته بين ولاة عهده ليحرم الأتراك ولاية لأمصار لكن هده لاٍجراءات لم تحد من تسلط الأتراك لأن زمام الأمور العسكرية وكان في يدهم ولما يئس من الحد من نفودهم حاول أن يتخد من دمشق عاصمة له غير أنه بغض أهل الشام للعباسيين لم يشجعه على دلك ونجح لأتراك في اٍيغار صدر ابنه المنتصر عليه ودبروا معه مؤامرة اغتياله سنة 247 هـ وكان اغتياله في الواقع اغتيال لهيبة الخلافة التي صارت بعده رمزا فحسب اٍد جردها لأتراك من كل سلطان ونفود.وليس أدل من دلك من تحريضهم للمنتصر على عزله أخويه المعتز ولامؤيد عن ولاية العهد ثم أوحوا اٍلى طبيبه الخاص فدس له السم فمات ولم تمض على توليته سنة .

بايع قادة لأتراك محمد ابن المعتصم الملقب بالمستعين بالله وحوال هدا الخليفة أن يضرب بعضهم بعضا ولما بلغ الصراع بينهم دروته غادر سامرا اٍلى بغداد وكله أمل في لاٍستعانة بالعرب والفرس على لأتراك اٍلا أن لأتراك تجاوزوا خلافاتهم لمواجهة هدا التحالف الجديد بين الخليفة والعرب والفرس فأعلنوا خلع الخليفة المستعين وبايعو المعتز وحاربهم المستعين فهزموه وقتلوه .

وتكررت متل هده الحوادت مع عدد من الخلفاء الدين أتوا بعد المستعين فكان الأتراك يفرضون وصايتهم على الخلفاء فينصاع لهم هؤلاء أول الأمر تم يحاولون التخلص منهم فيتمكنون من بعضهم ثم يتحد لأتراك ويعزلون الخليفة ويولون أخر مكانه فقد تمكن المعتز على سبيل المتال من قتل وصيف وبغا من قادة لأتراك مستعينا بالمغاربة ولكن لأتراك تمكنوا من قتل زعماء المغاربة وخلعوه .وعدبوه حتى مات واسندوا الخلافة اٍلى محمد بن الواتق الملقب بالمهتدى سنة 255 هــ.

أجمع المؤرخون على ورع المهتدى وتقواه ورغبته في اٍعادة هيبة الدولة لكن الظروف لم تكن مواتية للقيام بدلك بسبب تسلط لأتراك الدي أشرنا اٍليه أعلاه من جهة واندلاع ثورات العلويين والخوارج بالاٍضافة اٍلى ثورة الزنج في جنوب العراق وتمرد أحمد بن الشيخ بالشام من جهو تانية .

وتجب لاٍشارة هنا اٍلى أن أسلوب المهتدي في منهاضة الأتراك لم يختلف عن أسلوب أسلافه بحيت كان يضرب بعضهم ببعض ويستعين على دلك بالمغاربة ولكنه يختلف عمن سبقوه في أنه نجح في اٍعادة الهيبة اٍلى مؤسسة الخلافة قبل أن يتمكن موسى بن بغا من قتله سنة 256 هـ وبايع لأتراك أحمد بن المتوكل الملقب بالمعتمد بالله الدي ااستفادة من جهود المهتدى في تقوبة نفود الخليفة و أعاد لأتراك أداة طيعة في يده كما كان عليه الحال في العصر العباسي لأول واستمر الوضع على دلك مدة حكم كل من المعتمد والمعتضد والمكتفي ويرجع الفضل في استعادة هيبة الخلافة في هده المدة اٍلى طلحة المعروف بالموفق أخي الخليفة المعتمد الدي كان متبحرا في العلوم ولأداب وعارفا بأمور السياسة وأصول الحكم فتحكم في زمام الأمور وسلب أخاه كافة السلطات الزمنية وتولى قيادة الجيش وتعيين الوزراء والولاة فكان الخليفة على حقيقة فبفضل جهوده تم القضاء على الصفاريين الدين شكلو خطرا على دار الخلافة كما تم القضاء على تورة الزنج وبعد أن شملت بلاد العراق وخزستان والبحرين وهزموا العديد من الجيوش التي توجهت اليهم .

وكان المستكفي ألعوبة في يد لأتراك ليس أدل من دلك من أن أوزون عين أحد الغلمان الترك ليكون له عين عليه فكان يبلغه جميع تحركات نهاره .ولما مات أوزون عين تولى أمرة لأمراء كاتبه المعروف بشير زاد وفي عهده دخل البويهيون بغداد وبدخولهم بدات جولة جديدة من جولات التاريخ العباسي انتصر فيها الفرس على الترك وساد فيها المدهب الشيعي على حساب المدهب السني ولم يعد هدا لأخير اٍلى سيادة من جديد اٍلا مع مجيئ السلاجقة .

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

ترقيم الصفحات

جميع الحقوق محفوظة © 2013 سمفونية التاريخ ....
تصميم : يعقوب رضا