الأربعاء، 27 يناير 2010

الحياة الاقتصادية في العهد العباسي

يدكر للأمويين أنهم مدوا حدود دار الاٍسلام اٍلى أقصى ما يمكن أن تصل اٍليه الفتوحات ويؤخد عليهم أنهم أسرفو في فرض الجبايات ولم يعملوا على تنظيم الشؤون المالية ولاٍدارية على أسس ثابتة على رغم كل محاولات خلفائهم من أمثال عبد الملك بن مروان وهشام بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز.

وكان من نتائج دلك أن سائت لأحوال الاٍقتصادية في كثير من الأحيان مع أن مجال نفودهم كان يضم أقاليم زراعية غنية ويراقب طرق تجارية نشيطة .
ولما تولى العباسيون الخلافة أولة عنياية كبيرة للسيطرة على المناطق التي تتحكم في شبكة طرق التجارية البرية والبحرية .كما أحكمو سيطرتهم على مناطقالثغرية في أطراف العالم لاسلامي لحماية الحدود وضمان لاٍستقرار وأوكلو تلك المهمة للكيانات السياسية المحلية .
ولعل في اختيارهم لبغداد مقرا للخلافة جانب كبير من الصواب لأنها قريبة من مجالات أنصارهم من الفرس من جهة وتتوسط مجال نفودهم وتسهل منها عملية مراقبة الطرق التجارية, الرابطة بين شرق العالم لاٍسلامي وغربه من جهة ثانية فمن بغداد كانت تنطلق الطرق الشرقية المتجهة اٍلى أسيا الوسطى والصين مرورا بهمدان والري ونيسابور وطوس بخاري وسمرقند وتنطلق الطرق الغربية المتجهة اٍلى الشام ومصر واٍفريقية والطرق الشمالية المتجهة اٍلى بحر قزوين وبلاد الروس فضلا عن الطرق المتجهة جنوبا نحو الجزيرة العربية .
انتعشت الاقتصاد العباسي بفعل العوامل الأتية :
أولا : سيطرة العبا سيون والاٍمارات التابعة لهم في أطراف العالم الاٍسلامي على الطرق االتجارية البرية وسيطرت البحرية العباسية على كافة البحار اغلشرقية بعد التحكم في شبه القارة الهندية كما تحول البحر لأبيض المتوسط اٍلى بحيرة اٍسلامية بفضل سيطرت أساطيل عرب كريت وأساطيل الأغالبة وأساطيل لأمويين بالأندلس على الملاحة المتوسطية وهدا ما عبر عنه عبد الرحمن ابن خلدون بقوله"صار البحر المتوسط خالي من أي نفود للأمم النصرانية بشئ من جوانبه ".
ثانيا: أرسى العباسيون قواعد تعامل الدبلوماسي مع جيرانهم قوامها الدكاء فأحلوا االسلام محل الخصومة والعداء بين دار لاٍسلام ودار الحرب وهيئو بدلك ظروف المواتية لازدهار التبادل التجاري ونجم عن دلك تعاون تجاري بعيد المدى. فقد مكنت اتفاقية السلم التي عقدوها مع لأسرة الحاكمة في الصين من استقرار جالية تجارية مسلمة مهمة في ميناء كانتون وتمتعت برعاية السلطات الصينية وباشرت مهامها في الاشراف على الشؤون التجارية والاٍسلامية في الشرق لأقصى وكان من نتائج الصوافي و الشواتي التي قامت بها جيوش العباسيين وأن قبلت بيزنطة عقد الصلح مع هارون الرشيد وتعهدت بموجب داك الصلح بدفع الجزية وتوفير الأدلاء للتجار المسلمين مقابل ضمان تدفق السلع الشرقية اٍلى بلادها وفي غرب العالم الاٍسلامي وتوتقتعرى الصداقة مع الفرنجة أساسا وتوجت هده العلاقات بتوقيع معاهدات تجارية بين لأغالبة أفصال العباسيين والمدن لاٍيطالية رغم احتاجاج البابوية .وعليه فاٍن الخلاقة العباسية هي المسؤولة عن المناخ الانفتاح الدي ساد بين المسلمين وغيرهم.ولا مراء في أنه كان لهدا لانفتاح أحسن النتائج على العالم الاٍسلامي وعلى العالم المسيحي باعتراف المؤرخين الغربيين أنفسهم .
ثالتا: عمل العباسيون على تحسين القطاع الزراعي بتقليص عدد الضياع المقطعة مقارنة ماكان عليه الوضع فيما قبل . وأعادوا أغلب لأراضي اٍلى ملاكيها الحقيقيين وأخدو عنها الخراج وهكدا اتسعت الأراضي الخراجية على حساب الاٍقطاعيات ولئن كان كان من التابت من الناحية التاريخية أن الظاهر الاٍقطاع لم تستأصل في العهد العباسي بشكل نهائي وأن أفراد لأسرة الحاكمة من العباسيين ورثو ضياع المروانييين وأن أعمال وولاة الخلافة العباسية استولوا على لأراضي الخراجية هي عصب الاقتصاد الزراعي في العصر العباسي لأول .
رابعا : عمل بعض الخلفاء العباسيين على اٍصلاح القطاع الزراعي فقسط السفاح 751-754 م الخراج ولقى فعله استحسانا لدى الزارعين وتقرب المنصور من المزارعين بأن منع تحويل لأراضي الخراجية اٍلى أراضي عشرية على نحو ما فعله قبله عمر ابن عبد العزيز قال الطبري"كان من شغل المنصور في صدر نهاره النظر في الخراج والنفقات ومعلمة معاشات الرعية لطرح عالتهم والتلطف لسكوتهم وهدئهم " وتابع المهدي سياسة الاٍصلاح الزراعي هاته واعتمد نظام المساحة في الجباية الخراجية وربط الضريبة بالاٍنتاج وأمر عماله برفع العداب عن الفلاحين والتخلي عن الشدة والقسوة في جمع الخراج . ...وبدلك يكون العصر العباسي عصر لاٍصلاح الزراعي بامتياز .
خامسا: أولى الخلفاء عناية كبيرة بضرب العملة وأمروا بضبط معايير الضرب في دور السكة بدار الخلافة بغداد وفي الولايات ووقع التنافس بين دور السكة في تحسين جودة الدراهم والدنانير فكان التعامل بالدرهم في المشرق وبالدنانير المغرب ولم يشكل هدا لاختلاف في العملة أدنى عائق في سيولة التعامل النقدي بين أطراف العلم لاٍسلامي لاعتماد نظام تحويل من عملة لأخرى بالوزن والعيار حسب سعر الصرف السائد في لأسواق بمختلف المناطق كما اكتسبت العملة لاسلامية شهرة طيبة في لأسواق العالمية بسبب تحكم المسلمين في التجارة البرية والبحرية ووجرى تداولها في دار الحرب على نطاق واسع كما تمالتعامل بالصكوك بين التجار .
سادسا : شجع بعض الخلفاء الباعة من أصحاب الحوانيت ووضعوا عنهم الخراج وأصلحوا النظام الجمركي وخففو قيمة الرسوم المفروضة عليه . وألح الفقهاء على أعشار سفن البحر تشجيعا للملاحة البحرية وتشكلت سلع التجارة البعيدة المدى من التياب الفاخرة والحلي والتوابل والسلع العطرية وتجارة لأفق الواحد أي التجارة المحلية من مواد التموين الغدائية وبعض المواد لأولية فعم رخاء جميع أرجاء لاٍمبراطورية العباسية بفعل هده لاٍجراءات .
وفي المجال الصناعي استخدت المعادن من النحاس والقصدير والدهب والفضة في الصناعات الخفيفة كما تمت العناية بالصناعات التحويلية لتصنيع المواد لللازمة للحياة اليومية كالمنسوجات والمصنوعات الجلدية والزجاجية والفخارية بالاٍضافة اٍلى صناعة الصابون والزيت والشمع وظلت الصناعة التقيلة محدودة للغاية ..واقتصر ماعرف منها على صناعة السفن والعتاد الحربي بل اٍن لوازم تصنيع السفن كانت تجلب في غالبية لأحيان من بيزنطة.
                                                                    
تابعونا على الفيس بوك

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

ترقيم الصفحات

جميع الحقوق محفوظة © 2013 سمفونية التاريخ ....
تصميم : يعقوب رضا