يهتم الرجال بحلق للحية وتفنن في تزيينها ,كما يهتموا بقص الشعر وتصفيفه باعتباره روتين يومي لكل رجل . لكن الشئ الدي ستتعرفون عليه في هدا الموضوع في رحلة عبر الزمن والحضارات لإنسانية نتعرف من خلالها عن طقوس وشعائر قص للحى عبر التاريخ القديم .
في بلاد لإغريق "اليونان"
اعتبر اليونانيون للحية على أنها رمز للحكمةوالرجولة وغالبا ماكنوا يقصون الشعر إلى أن تنمو للحية . أما حلق للحية فرجال كانوا لا يحلقونها إلا في حالة الجزن ,فكان يقوم إما بتمزيقها بيديه، أو حرقها بالنيران، بينما في حالة وفاة أي رجل، كان يقوم أقربائه بتعليق قصاصات من لحيته على عتبة باب المنزل. كان اليونانيون القدماء يلقون بالعقاب على أي شخص إذا تعدى على لحية الآخر، فهي كانت بمثابة إهانة كبيرة لا تغتفر، ومن لا يطلق لحيته فهذا أمراً شائناً. فعلى سبيل المثال كان سكان إسبارطة يحلقون نصف لحية الرجل على سبيل الإشارة لجبنه وانعدام شجاعته أثناء المحاربة في المعارك. وظلت اللحية تحمل أهميتها الخاصة إلى أن اعتلى العرش الإسكندر الأكبر حيث أمر رجاله بالتخلص من لحاهم خوفاً من أن يشدهم منها أعداؤهم في المعارك.
عند الفراعنة "مصر القديمة"
في المرحلة الأولى من بدايات الحضارة المصرية القديمة كان الرجال يتركون للحاهم لتنمو مع شعرهم ,وقد تم ملاحظة دلك في الرسومات على المعابد تصور تلك الفترة من الحضارة المصرية وجميع الرجال بلحى وشعر طويل. أما في المناسبات والاحتفالات فالملوك يضفرون لحاهم ويزينوها بغبار الذهب. ومع مرور الزمن ودخول مصر في عصر الأسرات، بدأ الرجل المصري يتخلى عن إطلاق اللحى والشعر الذي اعتبره شيئاً بدائياً. فبدأ ظهور حلاقي الرأس والوجه وأحياناً بعض أجزاء الجسد، وكان الأثرياء من المصريين يستأجرون حلاقين ليعيشون معهم ويكونون تحت خدمتهم للحفاظ على جسدهم خالي من الشعر سواء في الرأس أو الوجه وأصبح الظهور بشعر على الوجه أو الجسد أمر يشير إلى أن الرجل من طبقة اجتماعية أقل. وكانت الحلاقة من الشعائر الهامة لدى المصريين القدماء، وكان الملوك قديماً يجعلون الحلاقين يحلقون لهم باستخدام شفرات مطرزة بالجواهر، وكان إذا ما توفي ملك، دُفن ومعه حلاقه الخاص وشفرته الخاصة لضمان أنه سيتكمن من الحفاظ على نظافة جسده من الشعر في الحياة الأخرى بعد الموت بحسب المعتقدات لديهم. وبالرغم من ذلك، ظلت اللحى تحمل إشارة إلى علو المكانة والقوة، ولهذا يمكنك رؤية الملوك المصورة على جدران المعابد وهم بلحية في الاحتفالات الهامة.
في بلاد الرافدين
أظهر أهلها اهتماماً خاصاً باللحى، حيث كانوا يحرصون على أن تكون سميكة وطويلة، فكان عِلية القوم يقومون بصباغة لحاهم بالحنة وينثرون عليها غبار الدهب، كما يلفونها بالشرائط لتزيينها. ومن أهم ما ميزهم أنهم كانوا يقضون ساعات طويلة في تزيين لحاهم وتصفيف أطرافها وتجعيدها لخصلات صغيرة، وكانت اللحية تدل على الطبقة الاجتماعية لصاحبها، فكلما علا شأن صاحبها كلما تجدها أكثر تعقيداً في تزيينها. وقاموا بتطوير طريقة لتصفيف الشعر ولكنهم لم يكونوا يحبون هذا، فكانوا يغسلونه مرة في العام. وكانت تصفيفة الشعر تدل على مهنة صاحبها، فيمكنك أن تميز بين الطبيب والكاهن والمحامي وحتى العبيد والخدم.
عند الرومان
اهتم الرومانيون القدماء بحلاقة اللحية تماماً لكي يتمكنوا من تمييز أنفسهم عن أبناء عمومتهم اليونانيين، بل وكانت الحلاقة الأولى لأي رجل تعد بمثابة أحد الشعائر الدينية الخاصة التي يحتفل بها أمام الأصدقاء والأقارب. وكان يحتفظ الرجل بخصلات شعر لحيته التي تم حلاقتها للمرة الأولى في صندوق خاص، فعلى سبيل المثال كان الإمبراطور الروماني نيو يحتفظ بخصلات شعره من الحلاقة الأولى في صندوق ذهبي خاص مرصع باللؤلؤ.
عند القبائل الجرمانية
كان سكان القبائل الجرمانية القديمة يطلقون العنان للحاهم، فكانوا أصحاب أكثف اللحى في القارة الأوروبية. جرت العادة بين الرجال آنذاك أن يقسموا على ألا يقصوا لحاهم أو شعرهم إلا بعد قتل عدو. ويحكى أنه في عهد السكسونيين عند هزيمتهم، أقسم رجالهم بألا يقصوا لحاهم أبداً إلا بعد الانتقام لهزيمتهم، ولكنهم هزموا مرة أخرى.
الحضارة الهندية
في الوقت الذي كان فيه إطلاق اللحية أمر طبيعي بين رجال الطوائف المختلفة للهندوس، جرت العادة بينهم على الاحتفال بأول حلاقة لهم على غرار الرومانيين القدماء، وكانت تتم عندما يبلغ الصبي الـ16 من عمره في احتفال ديني خاص. وكان يقوم بمختلف الشعائر حلاق خاص والذي كان يحرص على حلاقة اللحية والشاربين والشعر، وكان أجر الحلاق يتغير حسب طائفة الرجل، فإما تكون ثور وبقرة، أو زوجين من الأحصنة، أو زوج من الخراف.
القبائل لإفريقية
في القارة لإفريقية جنوب الصحراء تتعدد العشائر والتقاليد والعادات لدى رجال القبائل لإفريقية بين لأمس واليوم .ففي كينيا توجد قبائل الماساي على سبيل المثال، التي تعد الحلاقة جزءاً من الشعائر التي تمارسها للدلالة على المراحل التي يمر بها أي فتى فعند بلوغ الصبي سن الـعاشرة تحلق الأم رأس ابنها تماماً للدلالة على بلوغه هذا السن، وعندما يبلغ الـ14 يتم حلاقة رأسه ووجهه بالكامل كجزء من التقاليد والشعائر التي عليه أن يمر بها ليكون رجلاً ثم يصبح بعد القيام بذلك من محاربي القبيلة وبإمكانه أن يتخذ زوجة له لتعيش في كنفه. كما أن قبائل الماساي كانت الوحيدة التي تسمح لرجالها بإطالة الشعر، وكانوا يقضون الوقت طويلاً في تزيين شعرهم وصباغته ويصنعون منه جدائل طويلة رقيقة، ولا يزال هذا مستمراً إلى اليوم...
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق