أول مايثير لانتباه عند الحديث عن الجزائر هو مساحتها الكبيرة ولعل هده المساحة الشاسعة هي التي حالت دون رسوخ سلطة مركزية قوية . فقد شهدت الجزائر احتلال فرنسا من سنة 1830 إلى سنة 1962 عرفت فيها السنوات التمانية لأخيرة حرب التحرير بقيادة جبهة التحرير فاستطاعو الحصول على استقلالهم سنة 1962 . فرعفت نفس السنة انتخابات رئاسية صعد فيها أحمد بن بلة إلى الحكم فبعد وصوله إلى سدة الرئاسة عرفت الجزائر خلافات بين مختلف القوى السياسية زائد إلى أزمة إقتصادية خانقة وانهيار معظم المؤسسات بعد رحيل الفرنسيين فزدا الطين بلة الحرب مع الجيران سنة 1963 .
في 19 يونيو 1965 وقع إنقلاب عسكري باسم مجلس الثورة يرأسه الكولونيل الهواري الدي وضع الرئيس المخلوع تحت لإقامة الجبرية ,ومند سنة 1980 عمل الهواري على ترسيخ مقومات الدولة والشعب . فحاول من خلال عائدات الجزائر النفطية تكوين أرضية اقتصادية للبلاد ,فعلا لم يمر إلا وقت قصير حتى أصبحت الجزائر مسموعة في ساحة الدولية ومتزعمة لدول العالم الثالث .
وقد كان القطاع التعليمي من أولويات النخبة السياسية بالجزائر فقد تم تقدير :
90 في المئة من ساكنة الجزائر تعيش لأمية . فكانت إجراءات بومدين تخصيص 30 في المئة من ميزانية الدولة لقطاع التعليم وقد سمح دلك بتكوين أطر وطنية . كما ظهرتحدي مسألة التعريب الدي يعبر عن الرغبة بالقطيعة مع لإستعمار كما أنه سيولد ردود قوية في منطقة القبائل .
في السنوات السبعينيات عرف إستقرار الحكم بيد بومدين فجعله دلك يمضي في السياسة لإشتراكية التي عرفت حمى نحو التصنيع مدعومة بأموال النفط مع إهمال القطاع الفلاحي ..وقد ظلت جبهة التحرير الحزب الوحيد المهيمن على الساحة السياسية بالجزائر كما أن مجال المعارضة كان ضيقا فكل زعمائها اختارو العيش في المنفى .فبعد عشر سنوات من حكمه فاجأ هواري بومدين ملاحظيه في ينونيو 1975 بأن أعلن صراحة" أن الجزائر لم تستكمل بعد جميع المؤسسات الديموقراطية ولن تستكملها إلا بوضع مبثاق وطني "فتم وضع ميثاق وطني جديد يكون كخطوة نحو دسترة النظام غير أن دلك لم يغير شئ من هيمنة جبهة التحرير والجيش وكرست من خلال التوجه الاشتراكي .
وفي سنة 1978 توفي الرئيس بومدين فختار مجلس الثورة الجزائري بشكل متسرع الكولونيل الشادلي الدي كان معروفا بواقعيته ونضجه الدبلوماسي ,فقد تزامن وصوله الى السلطة بروز مشاكل اقتصادية كانت مكبوتة في عهد بومدين .
ففي الحقل التعليمي سياسة التعريب فشلت بحيت أن لأطر المتخرجة لم تكن لتستفيد من سوق الشغل . أدى دلك إلى إضطرابات في الجامعة سنة 1980 و 1970 ما إن هدأت حتى اندلعت انتفاضة من نوع أخر بمنطقة القبائل .
إلا أن الشادلي قام بعدة إجراءات هدف من خلالها تلطيف الجو منها إطلاق صراح بن بلة . وفي مجال أخر عمد على اصدار ميتاق السكن الدي يخول إلى شريحة معينة من التمتع بالسكن . كما قام الشادلي بإعادة لاعتبار للرأسمال وتحسينه لأوضاع المعيشة في الحقيقة لإجراءات التي قام بها الشادلي لم تعجب الجيش بتاتا حيت أنه ترك مساحة للبروز قوى سياسية منافسة للحزب الواحد .ففي التمانينات ظهر في الجزائر قطبان :
- الجيش حارس الموروث القديم لبومدين
- قوى إسلامية أمازيغية دات عمق قبلي
بناء على هده العناصر شهدت الجزاير ميلاد ميثاق جديد فيه البعد الأمازيغي حاضر ومبتعد شيئا فشيئا عن القانون الماركسي .
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق