المنشآت الثقافية و التعليمية
ساهمت فترة الحماية في إغناء المجال الترفيهي والحضاري بمدبنة الرباط وذلك بتأسيس عدة دور ، منها على سبيل المثال لا الحصر السينما الملكي التي توجد بالقرب من نزهة حسان والتي تم إنشاءها سنة 1913 وقد كانت في بادئ الأمر عبارة عن مسرح يسمى النهضة ثم تحول الى سينما بعدما تم بناء دور ثاني له ثم اطلق عليها سينما الملكي بالإضافة إلى هذا فالرباط تزخر بمجموعة من الدور السينمائية من ضمنها سينما الريف و سينما الحمراء الذي يعود تاريخ تأسيسهما إلى فترة الحماية
مكتب الأبحاث والمساهمات المعدنية
تم إنشاءه بالرباط سنة 1989 لتنشيط الأبحاث المعدنية وتمكين الدولة من بدل جهود في هذا الميدان موازية لجهود الخواص في الصناعة أو بمشاركة الخواص أنفسهم بنفس الحقوق ونفس الواجبات، هذه هي الطريقة التي كان إييريك لابون الأمين العام للحماية يوصي بها إذ مكنت الدولة الفرنسية من المساهمة في التنقيب على المعادن واستثمارها دون المس بمصالح الخواص، والواقع أن سلطات الحماية حاولت بإنشائها لهذا المكتب أن تضمن تزويدا منتظما بالمواد الخام الضرورية، فقد كتب في ذلك "بيتريّ المدير العام للمالية سنة 1930، إن من أهداف إنشاء هذا المكتب استخراج المواد الخام التي من شأنها أن تسد عجز فرنسا، لهذا فإن المكتب يكتفي بتمويل إنتاج المعادن، بحيث يكون ذلك مكملا للإنتاج الفرنسي لا منافسا له.
أعطت سلطات الحماية الأولوية للمجال التعليمي كنوع من فرض سيطرتها وإثبات وجودها في المغرب وتلميع صورتها أمام المجتمع الدولي، من أهم المؤسسات التي شيدت في عهد الحماية نجد :
- ثانوية الحسن الثاني بشارع شالة
- ثانوية مولاي يوسف بالقرب من مسجد السنة وباب السفراء
- إعدادية يعقوب المنصور .
- مدارس محمد الخامس.
- مدرسة اللغات "العربية والأمازيغية"، "المعهد العالي للدراسات المغربية"، والذي أصبح فيما بعد كلية الآداب لجامعة محمد الخامس (أكدال). للإشارة فقط أنه في سنة 1948 لم يكن يتجاوز عدد طلابها 139 طالب.
المنشآت الدينية والصحيةبمدينة الرباط
1- المنشآت الدينية
كانت المنشآت الدينية من أولويات المؤسسة الحمائية، عند دخولها للمغرب وذلك من أجل تعزيز وجودها وإثبات هويتها الدينية ممارسة روحانياتها، وكان من أهم هذه المنشآت:
· المقبرة PAX التي توجد في شارع الحسن الثاني قرب ثكنة شخمان و هي مقبرة على الطراز الاروبي
· الكنيسة البروتستانية المتواجدة بالرباط المدينة، قرب الولاية (صورة 3)
· دير لوس أنجليس، كان مؤسسة القديسة ماري مارغريت وقد أصبح الآن مركزا للتوثيق.
· كاتدارئية سانت بيير توجد بالرباط المدينة بالقرب من الولاية وهي كنيسة احتفظت بالشكل الهندسي للكنيسة الأوروبية بجميع تفاصيلها من حيث الزخاريف والزجاج الملون وتمثال المسيح والعذراء.
2- المنشآت الصحية
أ- المستشفى العسكري الذي خصص بالأساس للخدمة العسكرية والموجودة في دوار العسكر بالقرب من البحر والذي أصبح حاليا عبارة عن ثكنة عسكرية.
ب- مستشفى مولاي يوسف يتواجد على طول شارع محمد بن عبد الله بحي العكاري وقد شيد سنة 1918 ولا يزال حاليا يحتفظ بنفس الوظيفة الذي شيد من أجلها في عهد الحماية، يتكون من طابق واحد أرضي.
ج- مصحة شالة : توجد في ساحة مولاي الحسن.
المنشآت الإدارية :
يتميز التراث المعماري الرباطي الذي يعود لعهد الحماية بتنوع كبير، حيث عملت هذه الأخيرة على تشييد مجموعة من المنشآت الإدارية تحمل في طياتها أنماط وأشكال مختلفة لمعماريين، ويمكن لهذه المباني أن توزع حسب الوظائف المنسوبة إليها وتشمل مجموعة من المعالم والموضوعة حصريا لممارسة السلطة :
المقر الجديد، قصر متموضع وسط الحدائق ومنزل المقيم العام الجنرال الليوطي إلى غاية 1925 والتي أصبحت مقر وزارة الداخلية للبرلمان في شارع محمد الخامس ومقر القيادة العليا، إضافة إلى المباني ذات التوجه الإداري، نذكر على سبيل المثال عدة وزارات ومكاتب. وحري بنا أن نشير إلى أن مجموعة من المنشآت بالرباط تحمل طابعا نيوكلاسيكيا، حيث تم تغيير وظيفة البنايات كمحكمة الاستئناف القديمة التي أصبحت وزارة الإعلام والتي توجد في شارع محمد الخامس.
المنشآت الاقتصادية بمدينة الرباط
نال الجانب الاقتصادي حيزا هاما من العناية من لدن سلطات الحماية إذ أنشئت عدة مراكز اقتصادية منها :
بريد المغرب :
وهو مؤسسة عمومية مالية شرعت في تطبيق أنشطتها ابتداء من سنة 1912 تحت إسم الإدارة الشريفية للبريد والتلغراف والتيلفون، حيث تم وضع أول طابع للبريد المغربي في 22 ماي 1912.
بنك المغرب :
تم تأسيسه بمقتضى معاهدة الجزيرة الخضراء ويتواجد بشارع محمد الخامس، وقد سيطر عليه البنك المسمى Banque de Paris et des Pays Bas لديه شبكة من الفروع والوكلات في مختلف أرجاء المملكة.
دار السكة :
تابعة لبنك المغرب وتتكلف بصناعة الأوراق البنكية والقطع النقدية والوثائق المأمونة.
محطة القطار :
توجد في زاوية شارع محمد الخامس وتلعب دور مهم في المواصلات وفي خلق الرواج الاقتصادي للمدينة
مارشي سنطرال :
شيد لضرورة تجارية محضة فهو لب الاقتصادي لمدينة الرباط في عهد الحماية، حيث كانت ترتاده معظم ساكنة الجهة لتلبية مطالبها باعتباره سوق يحتوي على مختلف أنواع الأطعمة والخضروات والفواكه واللحوم والأسماك ولا يزال على قيد الوجود لحد الساعة، ولم يطرأ عليه أي تغيير سوى ترجمة اسمه من الفرنسية إلى العربية في إطار السيادة المغربية
مرآب روبنو :
يدخل في إطار البعد التجاري وهو جاء بالقرب من السوق المركزي
مؤسسات فيدال:
هي مؤسسات متخصصة في صناعة الأجزاء الميكانيكية بشارع المغرب العربي.
الفنادق
لطالما اعتبرت الفنادق الشريان النابض في الاقتصاد العالمي لذلك لم يخف على الدولة الحامية إنشاء هذه المرافق الحيوية بالمغرب في فترة الحماية من اجل الربح المادي و الترويج الاقتصادي و نظرا لغنى الرباط بهذه المرافق لم يكن في وسعنا التطرق إليها بتفصيل فجل الفنادق التي قمنا بزيارتها ميدانيا توجد في بنايات ذات طابع اروبي كلاسيكي و نأخذ على سبيل المثال فندق petit vatille الذي شيد سنة 1916 و فندق المامونية الذي شيد سنة 1918و فندق ماجستيك المؤسس سنة 1919 وحسب الرواية الشفهية و هناك أيضا فندق باليما المواجه لقبة البرلمان إضافة لفندق المغرب المتواجد في شارع الحسن الثاني إضافة إلى فندق كالوا و القائمة طويلة...
خاتمة
شهد المعمار المغربي خلال القرن 19 تنوعا كبيرا أضحى يوازي فيه المعمار الاروبي و ذلك راجع أساسا إلى الفترة الممتدة من 1912 إلى 1956 حيث لم يكن لنظام الحماية على المغرب الجانب السلبي المظلم فقط بل ساهم في تحديث الدولة على كافة المستويات منها الاقتصادية و الفنية و الصحية و ادخل عدة إصلاحات في هذه الميادين بل و حاول تطويرها لتظل إلى اليوم ذات أهمية ووظيفة بارزة ومهمة داخل إطار اصطلح عليه بالمدينة الحديثة و التي اتخذت المعمار الاروبي كقالب لها اندمجت فيه و اقتبست أهميتها من قيمته
البيبليوغرافيا
· سعد السيد العزيز سالم مدينة الرباط فى تاريخ الاسلامى مند نشأتها حتى نهاية العصر المرينى الإسكندرية مؤسسة الجامع 1996م.
· مدينة الرباط من تأسيس الى نهاية القرن 17م محمد السمار سنة نشر 1998م
· الخمليشى عبد العزيز مدينة الرباط 1808م/1912م جوانب من الحياة الاقتصادية والاجتماعية أطروحة لنيل الدكتوراه.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق