السبت، 31 ديسمبر 2011

اسبانيا والتنافس الاستعماري على المغرب


- اسبانيا والتنافس الاستعماري 
في سنة 1896 كان الجميع يتوقع حدوث حرب أوربية  بسبب النزاعات القائمة  بين فرنسا وألمانيا وبين فرنسا وبريطانيا وبين فرنسا وايطاليا  وبين روسيا  وبريطانيا، وحيث  إنه كان  من المنتظر أن تظل اسبانيا في الحياد  فقد اقترحت الحكومة الاسبانية على كل من فرنسا وبريطانيا أن تقوم هي باحتلال مدينة طنجة  لتضمن حرية  الملاحة عبر البوغاز، ظنا منها بأن هذه الحيلة ستتيح  لها فرصة تحقيق نواياها التوسعية بأرض المرغب برضى الدولتين اللتين كانت تنازعانها في ذلك. وفي هذه الأثناء كانت اسبانيا  تتفاوض مع فرنسا من أجل اقتسام الصحراء المغربية فيما بينهما، وبعد أربع سنوات توصلا إلى حل المشكل القائم  بينهما بإبرام  معاهدة  باريس ليوم 27 يونيو 1990 والتي بمقتضاها اعترفت فرنسا بـ حق اسبانيا ي بسط نفوذها على مقاطعة وادي الذهب الممتدة من رأس بوجدور إلى الرأس الأبيض، فكانت هذه هي المعاهدة  الأولى المبرمة بين الدولتين المذكورتين بخصوص اقتسام المغرب. تلتها محادثات  جرت في سنة 1902 من أجل إبرام  معاهدة  ثانية  لم تتجرأ إسبانيا على توقيعها خوفا من انكتلرا.
وهذا التقهقر لم يمنع الحكومة الاسبانية من مد يد المساعدة للتأثر بو حمارة عندما  ثار بالناحية الشرقية من المملكة، والدليل على تواطؤ حاكم مليلية معه هو أن بو حمارة اختار في آخر مطافه قصبة  سلوان  القريبة من مليلية ليجعلها مقرا له يسهل عليه فيه الحصول على ما كان يحتاج إليه من سلاح وعتاد لمحاربة القوات المخزنية من سنة 1904 إلى سنة 1908.

وفي يوم 3 أكتوبر 1904 أبرمت المعاهدة الاسبانية الفرنسية  الثانية بخصوص اقتسام  المرغب  بين الدولتين  والتي بمقتضاها  اعترفت فرنسا بـ " حق " اسبانيا  في بسط  نفوذها على شمال المغرب من وادي ملوية إلى وادي لوكس وعلى المنطقة الجنوبية الممتدة من رأس غير (أكادير) إلى رأس  بوجدور  حيث أصبح من " حق " اسبانيا احتلال الأراضي المغربية  الممتدة من أكادير  إلى الكويرة.
وعندما فكرت الدول الأوربية في عقد مؤتمر يقرر فيه التدخل الأجنبي في شؤون المغرب الداخلية، وقع الاختيار على مدينة الجزيرة الخضراء لينعقد فيها ذلك المؤتمر  الثاني حول القضية المغربية، وذلك لأن المؤتمر الأول الخاص بقضية الحماية القنصلية  بالمغرب كان قد انعقد  هو الآخر بالتراب الاسباني بمدريد سنة 1880.

انعقد مؤتمر الجزيرة  الخضراء  من يوم 16 يناير  إلى يوم 7 ابريل 1906 حيث وقع الاتفاق على احترام الوحدة الترابية المغربية تحت سيادة السلطان، وهذا لم يمنع الحكومة الاسباني من الاشتراك مع الحكومة الفرنسية في الاعتداء على مدينة الدار البيضاء في غشت 1907 ومن احتلال جزيرة بوعرك بالقرب من مليلية فبراير 1908، ومن الاستيلاء على رأس سيدي البشير بالقرب من مصب وادي ملوية يوم مارس من نفس السنة، ومن غزو التراب المغربي انطلاقا من مليلية في شهر يوليوز 1909 ومن احتلال مدينتي العرائش والقصر الكبير يومي 8و10 يونيو 1911.
نتج عن هذه الاعتداءات المتوالية على حوزة الوطن إبرام المعاهدة الثالثة بخصوص اقتسام المغرب بين فرنسا  واسبانيا  والتي وقعت بمدريد  يوم 27 نوفمبر 1912.



ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

ترقيم الصفحات

جميع الحقوق محفوظة © 2013 سمفونية التاريخ ....
تصميم : يعقوب رضا