السبت، 31 ديسمبر 2011

أسباب الاحتلال لإسباني للمغرب في القرن السادس عشر

مقدمة
وعلى إثر توحيد عرشي اراغون وقشتالة أساس إسبانيا الحديثة والإمبراطورية الاسبانية، أصبحت إسبانيا القوة الرائدة في أوربا خلال القرن السادس عشر أو القرن السابع عشر وهو موقف عززته التجارة والثروة القادمة من المستعمرات. وصلت الإمبراطورية دورتها خلال عهد أول ملكين من آل هابسبورغ- كارلوس الأول وفيليب الثاني. شهدت هذه الفترة الحروب الإيطالية وتمرد العوام والثورة الهولندية وتمرد  المورسكيين واشتباكات مع العثمانيين والحرب بين انجلترا وإسبانيا والحروب مع فرنسا .
توسعت الإمبراطورية الإسبانية لتشمل  أجزاء كبيرة من الأمريكتين وجزرا  في منطقة  آسيا والمحيط الهادئ ومناطق في إيطاليا ومدنا في شمال أفريقيا.
 أسباب الاحتلال لإسباني للمغرب في القرن السادس عشر
I- المرحلة الأولى 1340 إلى 1672
كان للمعركة التي انتصرت فيها قوات قشتالة على القوات المغربية بوادي الملح بالقرب من مدينة طريف الأندلسية سنة 1340 أثر فعال في العلاقات التي كان من المفروض أن تكون قائمة بين الدولة المغربية والدولة الإسبانية بعد أن تتمكن قشتالة من استكمال وحدتها الترابية بالقضاء على مملكة غرناطة وبعد أن تخلت الدولة المغربية عن آخر معقل كانت تحتفظ به في أرض الأندلس وهو مدينة جبل طارق.
ومما لا شك فيه أنه بانسحاب القوات المغربية عن جبل طارق سنة 1374 أصبحت أرض المغرب عرضة للأطماع المسيحية، الإسبانية منها والبرتغالية، إلا أن الدولة الإسبانية لم تكن قادرة آنذاك على غزو المغرب يحكم خوضها غمار الحرب ضد المسلمين بالأندلس فتولت هذه المهمة الدولة البرتغالية التي كانت قد استكملت وحدتها الترابية على إثر انتصارها على قشتالة  في معركة " الخوبا روطا" سنة 1385.
ولم تستطع  الدولة الوطاسية الفتية أن تحول دون تنفيذ المخطط المسيحي  بأرض المرغب خصوصا بعد أن أصبحت الدولة الإسبانية  تشارك جارتها البرتغال في تنفيذه لما قضت على مملكة غرناطة.
1- أسباب الاحتلال الأسباني:
ترجع أسباب الاحتلال الإسباني للمغرب حسب حسن الفكيكي إلى رغبة الإسبان الانتقام من العمل الذي قام به القائد المغربي طارق بن زياد عند احتلاله لأرض إسبانيا سنة 711م، أما السبب الثاني فكان هو رغبتهم في القضاء على القرصنة التي بدأ يستفحل  أمرها بعد أن لجأ إلى الشاطئ المغربي الموالي لإسبانيا آلاف المسلمين الذين فروا  بدينهم من أرض الأندلس  وصاروا  ينتقمون ممن طردوهم من ديارهم. مما يؤكد ذلك الوصية المشهورة التي أملتها الملكة الإسبانية إزابيل الكاثوليكية سنة 1504. وقد جاء فيها:"وصيتي إلى الأميرة ابنتي وزوجها الأمير وإلى من يأتي بعدهما أن يعملوا على متابعة الجهاد المقدس ضد الكفار بأرض إفريقيا (أي المغرب) ونشر ديننا الحنيف بين سكانها". وعرف جميع المصادر الإسبانية أنه قد أصبح تنفيذ الوصية من أهم مهمات زوج اسابيل الكاثوليكية الملك فرناندو الكاثوليكي وابنته خوانا الحمقاء، وكذلك جميع الملوك  الإسبانيين الذين  تعاقبوا على عرش إسبانيا واعتبروا الوصية أمانة في عنقهم يجب عليهم تنفيذها، بدليل أنه إلى عهد قريب كان رئيس الدولة الإسبانية الجنرال فرانكو ينادي هو الآخر بوجوب تنفيذ الوصية.

وهذا ما جعل علاقات إسبانيا بالمغرب منذ بداية القرن السادس عشر الميلادي إلى يومنا هذا يسيطر عليها شبح الوصية. والسبب في ذلك هو الاحتلال الإسباني للجيوب المغربية التي لازالت تحتلها بشمال المغرب، هذا  الاحتلال الذي ظل طيلة خمسة قرون، يكون حجرة عثرة تحول دون أن تكون تلك العلاقات على نمط العلاقات التي يجب أن تكون بين دولتين متجاورتين، خصوصا وأن الاحتلال الإسباني على أرض المغرب لم يكن فقط  يستهدف الاستيلاء على الأرض بل إن الأمر كان يعني كذلك تنصير المغاربة والقضاء على دينهم ولغتهم وشريعتهم.

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

ترقيم الصفحات

جميع الحقوق محفوظة © 2013 سمفونية التاريخ ....
تصميم : يعقوب رضا